سواعد الخير سواعد الخير
random

آخر الأخبار

random
random
جاري التحميل ...

هل يتدخل الله لإنقاذ الفهد أم الغزال؟

 هل يتدخل الله لإنقاذ الفهد أم الغزال؟






تخيل هذا المشهد:

فهدٌ يركض بكل ما أوتي من قوة ليصطاد غزالًا...

وفي اللحظة نفسها، الغزال يركض هاربًا بكل رعبه لينجو بحياته.

كلاهما يدعو:


الفهد: "يارب ساعدني، سأموت جوعًا!"


الغزال: "يارب نجّني منه، لا أريد أن أموت!"


لكن، من منهما سيستجيب الله له؟

وهل في هذه المطاردة أحد مظلوم حقًا؟

وهل يتدخل الله في مثل هذه اللحظات المفصلية؟


الإجابة قد تذهلك...


الكون لا يعرف الظلم، بل يعرف التوازن

خلق الله الكون بنظام بالغ الدقة...

الفهد مفطور على الصيد، والغزال مفطور على الهرب.

الطبيعة تمشي على قانون الفطرة، حيث لا مكان للرحمة أو القسوة، بل للحكمة والتوازن.


الفهد إن لم يصطد، مات جوعًا.

والغزال إن لم يهرب، مات فريسة.


في هذا المشهد، لا ظالم ولا مظلوم.

كلاهما يؤدي دوره في منظومة أوسع لا نراها نحن، لكن الله يديرها بعدله الكامل.


لكن الإنسان... شيء مختلف تمامًا

الفرق الجوهري أن الإنسان ليس مفطورًا فقط، بل مكلفٌ بالعقل والاختيار.

ولذلك، فالإنسان يُحاسب ويُسأل، لأنه قادر على الظلم أو العدل، الخيانة أو الأمانة، الخير أو الشر.


لهذا السبب قالوا:


"كل شيء في مكانه حكمة، إلا ظلم الإنسان... فهو الاختيار الوحيد الخارج عن النظام الطبيعي."


الله لا يُحاسب الغزال لأنه لم يختر أن يكون فريسة،

ولا يُحاسب الفهد لأنه لم يختر أن يكون مفترسًا،

لكن يُحاسب الإنسان، لأنه اختار.


يوم القيامة... تنقلب المعادلة

ورد في الحديث أن الله يقتص حتى من الحيوان لأخيه الحيوان،

فكيف بالإنسان الظالم؟ كيف بمن استغل، وكذب، وخان، وسرق، وسفك الدماء؟


"لا تحسبنّ الله غافلًا عمّا يعمل الظالمون"

فهناك يوم لا ظلم فيه، لا مجاملة فيه، ولا مفر منه.


فخلاصة المشهد:


لا تسأل لماذا لم يتدخل الله لإنقاذ الغزال...

بل اسأل: هل أنا الغزال في حياة أحدهم؟ أم الفهد؟

هل أنا أعيش بفطرتي... أم أظلم باختياري؟


🔸الكون عادل...

🔸والله لا يظلم أحدًا...

🔸لكن العدل لا يُقاس دائمًا بعين الإنسان، بل بعين الحكمة الإلهية.

عن الكاتب

abdo services

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

سواعد الخير